كل ما يهمك عن السلس البولي

السلس البولي

السلس البولي هو من المشاكل الشائعة التي تتمثّل بتسرّب البول دون قصد، حيثُ يحدث فقدان للقدرة على السيطرة على المثانة.[1]

يُمكن أن تتراوح شدة هذه الحالة ما بين تسريب البول بشكلٍ متقطع بين الحين والآخر عند السعال أو العطس، إلى الشعور المفاجئ برغبة قوية للتبول لدرجة قد لا تستطيع فيها المرأة الوصول إلى المرحاض في الوقت المناسب.[1]

وفيها هذا المقال ستوضح لنا الدكتورة روان مرشد أخصائية أمراض نسائية والتوليد وأطفال الأنابيب أكثر عن السلس البولي.

أعراض سلس البول

تنقسم أعراض سلس البول بناءً على النوع كما يلي:[1] [2]

سلس البول الإجهادي Stress incontinence

إذ يحدث تسرّب للبول عند الضغط على المثانة نتيجة الآتي:

  • السعال.
  • العطس.
  • الضحك.
  • ممارسة الرياضة.
  • رفع شيء ثقيل.

سلس البول الإلحاحي Urgency incontinence

حيثُ تشعر المرأة في هذه الحالة برغبة قوية ومفاجئة للتبوّل يتبعها نزول البول لا إراديًا.

كما قد يكون هناك حاجة للتبوّل بشكل متكرر، بما في ذلك ساعات الليل.

في بعض الأحيان قد ترتبط هذه الحالة بحالات صحية أخرى مثل:

  • الالتهابات.
  • اضطراب عصبي.
  • داء السكري.

سلس البول الفيضي

يحدث نزول متكرر أو مستمر لقطرات من البول بسبب عدم إفراغ المثانة بالكامل، أو عندما تتجاوز كمية البول المُنتجة قدرة المثانة على الاحتفاظ بها.

سلس البول الوظيفي

يرتبط هذا النوع من السلس البولي بمعاناة الشخص من مشكلة جسدية (مثل التهاب المفاصل) أو إعاقة عقلية تمنعه من القدرة على الذهاب إلى المرحاض في الوقت المناسب.

سلس البول المختلط

يشير هذا النوع غالبًا إلى مزيج من سلس البول الإجهادي وسلس البول الإلحاحي.

أسباب السلس البولي

عادة ما يحدث سلس البول بسبب مشاكل في العضلات والأعصاب التي تساعد المثانة على حبس البول أو إخراجه.

وفي الواقع يوجد العديد من العوامل التي تزيد من خطر تضرر هذه العضلات والأعصاب لدى النساء ومنها:[1] [3]

الحمل

زيادة حجم الجنين والتغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة الحمل يُمكن أن تسبب سلس البول الإجهادي.

الولادة

قد تُضعِف الولادة الطبيعية العضلات المسؤولة عن التحكم في المثانة، كما قد تتلف أعصاب المثانة والأنسجة الداعمة لها.

وذلك قد يؤدي إلى تدلي بعض الأعضاء عن وضعها الطبيعي مثل: المثانة أو الرحم أو المستقيم أو الأمعاء الدقيقة باتجاه الأسفل وتبرز داخل المهبل، ويُمكن أن يكون لهذا ارتباط  بـ السلس البولي.

اقرأ أيضًا: قراءة تحليل مخزون المبيض.

انقطاع الطمث (سن اليأس)

يقل إنتاج هرمون الإستروجين الذي يساعد في الحفاظ على صحة بطانة المثانة والمستقيم بعد انقطاع الطمث، وقد يؤثر ذلك على قوة أنسجة عضلات المثانة مما يؤدي إلى السلس البولي.

الإمساك

يمكن أن تحدث مشاكل في التحكم في المثانة للأشخاص الذين يعانون من الإمساك طويل الأمد (المزمن).

إذ أن الإجهاد الذي يُرافق الإمساك قد يتسبب في زيادة الضغط على عضلات المثانة وقاع الحوض، وهذا يضعف العضلات ويمكن أن يسبب السلس البولي.

تلف الأعصاب

ففي هذه الحالة قد ترسل الأعصاب التالفة إشارات إلى المثانة في الوقت الخطأ أو لا ترسلها على الإطلاق.

التعرّض لعملية جراحية في منطقة الحوض

أي عملية جراحية تشمل الأعضاء التناسلية للمرأة، مثل استئصال الرحم، يمكن أن تلحق الضرر بعضلات قاع الحوض التي تدعم المثانة.

وفي حال تضررت عضلات قاع الحوض، فقد لا تعمل عضلات المثانة لدى المرأة كما ينبغي، وهذا يمكن أن يسبب السلس البولي.

أسباب أخرى قد تسبب السلس البولي المؤقت

في بعض الأحيان قد يستمر سلس البول لفترة قصيرة فقط ويحدث لأسباب أخرى، منها:

  • أثر جانبي لأدوية معينة: قد يكون السلس البولي أحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية مثل مدرات البول، وغالبًا ما تتحسن الحالة عند التوقف عن تناول الدواء.
  • الإكثار من الكافيين: المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي أو القهوة يمكن أن تسبب امتلاء المثانة بسرعة، مما قد يسبب تسرب البول.
  • العدوى: قد تسبب عدوى المسالك البولية والمثانة سلس البول لفترة قصيرة، وغالبًا ما تعود السيطرة على المثانة عند علاج العدوى.

عوامل خطورة السلس البولي

هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بـ السلس البولي ومنها:[1] 

  • التاريخ العائلي: وهذا يعني أن احتمالية الإصابة بـ السلس البولي تزداد في حال كان أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى مُصابًا بسلس البول خاصة السلس الإلحاحي.
  • التقدم في العمر: مع التقدم في العمر قد تقل سعة المثانة لاستيعاب البول، كما يمكن أن تكون تقلصات المثانة اللا إرادية متكررة مع التقدم في العمر.
  • التدخين: إذ قد يزيد التدخين من خطر الإصابة بسلس البول.
  • زيادة الوزن: يُمكن أن تؤدي السمنة إلى زيادة الضغط على المثانة، مما قد يتسبب في إضعاف العضلات بمرور الوقت.

اقرأ أيضًا: أنواع العدوى المنقولة جنسياً

علاج السلس البولي

هناك العديد من الخيارات التي قد تكون فعّالة في علاج السلس البولي، وبشكلٍ عام يعتمد اختيار العلاج المناسب على نوع السلس البولي ومدى خطورته والمسبب.

غالبًا ما ينصح الطبيب بالبدء بالعلاجات التحفظية (غير الجراحية)، وينتقل إلى خيارات أخرى في حال فشل هذه الأساليب في العلاج.

وتشمل الخيارات العلاجية ما يلي:[1] [4] 

التقنيات السلوكية

وتشمل بعض الأساليب التالية:

تدريب المثانة

وهذا يتضمن عدم التبول مباشرة عند الشعور بحاجة ملحة للتبوّل بل الانتظار في البداية لمدة 10 دقائق في كل مرة.

وقم بزيادة وقت الانتظار تدريجي حتى تصل إلى التبوّل فقط كل ساعتين ونصف إلى ثلاث ساعات ونصف.

إفراغ المثانة مرتين

ويعني إفراغ المثانة على مرتين خلال التبول، حيثُ يتم التبول قليلًا ثم الانتظار لبضع دقائق قبل المحاولة مرة أخرى.

تحديد جدول معين لعدد مرات الذهاب إلى المرحاض

على سبيل المثال التبوّل كل ساعتين إلى أربع ساعات بدلاً من الانتظار حتى الشعور بالحاجة إلى ذلك.

الحد من شرب السوائل وتغييرات النظام الغذائي

وهذا يتضمن التقليل من كمية الكافيين أو الأطعمة الحامضة أو حتى تجنبها قدر الإمكان.

الحفاظ على وزن صحي

وذلك من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة.

ممارسة تمارين قاع الحوض (تمارين كيجل)

تُساعد ممارسة هذه التمارين على تقوية العضلات التي تساعد على التحكم في التبوّل، خاصًة في حالات  سلس البول الإجهادي والإلحاحي.

وتشمل خطوات هذا التمرين ما يلي:

  • شد العضلات التي يتم استخدامها لوقف التبوّل، مع الحفاظ على هذا الوضع لمدة 5 ثوانٍ، ثم إرخاء العضلات لمدة خمس ثوانٍ أخرى، ويُمكن زيادة الوقت إلى 10 ثوانٍ بشكلٍ تدريجي.
  • الحرص على القيام بثلاث مجموعات تمرين على الأقل يوميًا، مع تكرار كل منها  10 مرات.

ادوية لـ علاج السلس البولي

هناك العديد من ادوية علاج السلس البولي التي قد يعمل بعضها على تنظيم تقلصات العضلات التي تسبب مشاكل في فرط نشاط المثانة.

في حين تعمل بعض الأدوية الأخرى على استرخاء العضلات للسماح بإفراغ المثانة تمامًا. 

ومن أهم الأمثلة عليها:

  • أوكسيبوتينين (Oxybutynin).
  • سوليفيناسين (Solifenacin).
  • الأدوية المضادة للاكتئاب، مثل إيميبرامين (Imipramine).
  • ميرابيغرون (Mirabegron).

ملاحظة: يمكن أن تساعد العلاجات البديلة بالهرمونات في استعادة وظيفة المثانة الطبيعية.

الإجراءات والعمليات الجراحية لعلاج السلس البولي

إذا فشلت خيارات العلاج غير الجراحية الأخرى في علاج سلس البول لديك، فهناك العديد من الإجراءات الأخرى التي قد يقترحها الطبيب، حيثُ تتراوح هذه الإجراءات من الحقن البسيطة إلى العمليات الجراحية الأكثر تعقيدًا.

يتم تحديد أفضل خيار إجرائي لكِ بناءً على نوع سلس البول والأعراض التي تعاني منها.

يمكن أن تشمل إجراءات علاج سلس البول ما يلي:

حقن المواد التكتلية

يعتبر هذا الإجراء مفيدًا في حالات السلس الإجهادي، وهو إجراء يتضمن حقن مادة تكتلية في النسيج المحيط بالإحليل، تعمل على الحفاظ على انغلاق الإحليل وخفض تسرب البول، قد يلزم تكرار هذا الإجراء أكثر من مرة.

حقن البوتكس

لا يقتصر استخدام البوتكس على الإجراءات التجميلية، ولكن يمكن استخدامها أيضًا لاسترخاء العضلات في الجسم.

عادًة ما يتم حقن البوتكس مباشرة في المثانة للمساعدة على استرخاء العضلات، مما يساعد في علاج سلس البول الإلحاحي، سيكون هناك حاجة إلى تكرار هذا العلاج مع مرور الوقت.

مُحفزات الأعصاب

وهو عبارة عن جهاز يتم زرعه تحت جلد الإلية، يطلق نبضات كهربائية غير المؤلمة لتحفيز الأعصاب التي تُساعد على السيطرة على المثانة.

جراحة المِعلاق

خلال هذه الجراحة يتم استخدام مواد صناعية (شبكية) أو خيوط من نسيج الجسم لإنشاء مِعلاق للحوض في عنق المثانة، مما يُساعد على دعم قناة مجرى البول.

جراحة تدلي المستقيم

وتنطوي هذه الجراحة على الجمع ما بين إجراء المعلاق وجراحة تدلي المستقيم، وقد تكون خيارًا للنساء المصابات بتدلي أعضاء الحوض والسلس المختلط.

للحصول على أفضل تقييم ومتابعة لحالتكِ لا تترددي في حجز موعدكِ في عيادة الدكتورة روان مرشد.

المصادر:

  1. Urinary incontinence – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2023, February 9). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/urinary-incontinence/symptoms-causes/syc-20352808
  2. Urinary Incontinence in Women. (2022, November 1). Johns Hopkins Medicine. https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/urinary-incontinence/urinary-incontinence-in-women#:~:text
  3. Urinary incontinence | Office on Women’s Health. (n.d.). https://www.womenshealth.gov/a-z-topics/urinary-incontinence
  4. Professional, C. C. M. (n.d.). Urinary Incontinence. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/17596-urinary-incontinence#management-and-treatment
Tags: No tags

Comments are closed.